السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احمي طفلك من مشاعر الحسد
--------------------------------------------------------------------------------
سيظل هناك دائما طفل آخر يملك شيئا يريده طفلك سواء كان هذا الشيء لعبة أو تلفونا نقالا رائعا أو اهتماما من المدرس أو اهتماما منك أنت.. إليك بعض النصائح التي تساعد على حماية الطفل ضد دوافع الحسد.
عادة ما ينظر الطفل الأصغر إلى أخيه الأكبر بمشاعر تؤكد له دائما أنه يحصل على النصيب الأقل من كل شيء سواء أوقات اللعب والخروج مع الأصدقاء أو حتى الوقت المتاح له مع الأم وكثيرا ما يشكو الأبناء من معاملة غير عادلة فترد الأم قائلة: 'أنا أخصص لك وقتا أيضا' أو تشير إلى ما لدى الابن الشاكي ولا يتوافر لأخوته ولكنه لا يفكر إلا في ما ليس عنده أو في غير المسموح له.
قد يتعرض الطفل لمشاعر الحسد حتى قبل عمر المدرسة من طفل آخر بسبب مظهره أو مهاراته أو شعبيته أو ممتلكاته أو أي شيء آخر يمكنك تخيله فلا تقللي إذن من أهمية تعلم الطفل كيفية التعامل مع هذه المشاعر فعادة ما يشعر الطفل بالضيق من نفسه حين يحسد أخواته أو نظرائه وحين يبدأ في المقارنة بينه وبينهم مما يؤثر في تقديره لذاته ويؤدي به إلى الاكتئاب.
إليك السبل التي تساعد طفلك على كبح الغيرة وتقليل الأضرار حين يطل الحسد برأسه القبيح.
لاحظي الأعراض وتعاطفي مع الطفل
من الصعب على الطفل أن يدرك مشاعره ناهيك عن التعامل معها. فانتبهي إلى أعراض الحسد التي تشتمل على انفعالات خارجية مثل ضرب الشخص المحسود أو مضايقته أو نقده وانفعالات داخلية مثل وجع في البطن أو حزن أو قلق أو انسحاب أو قلة حماس 'لا فائدة حتى من محاولة اللعب مادام أمهر مني'.
قومي بنطق المشاعر التي يشعر بها طفلك، فمثلا إذا قام طفلك الأكبر (5 سنوات) بعمل شيء يستحسنه الحاضرون ويتمدحونه عليه ثم نظرت إلى الطفل الأصغر (3 سنوات) وكان على حافة البكاء قولي له 'ياه أخوك يستحوذ على الاهتمام وهذا ليس رائعا أليس كذلك؟' فإذا وافقك ضعي اسما لمشاعره 'أفهم أنك تشعر بالغيرة ولا بأس في ذلك' وهذا التفهم من جانبك سيريحه قليلا فأكثر شيء يحتاجه الأطفال منك هو ببساطة أن تستمعي لهم وتتقبلي مشاعرهم.
اظهري جانب الغيرة لديك
يطمئن الأبناء حين يسمعون أن شخصا يحترمونه قد خاض المعركة نفسها ضد العدو نفسه. احكي لهم بعض المواقف التي شعرت فيها بالغيرة فهذا يسهل عليهم فهم سبب هذه المشاعر وكيفية التعامل معها.
حين يشكو طفلك الصغير مثلا من أن أخاه يذهب للتزلج مع أصدقائه من دون أن يصحبه اشرحي له مشاعرك حين سافرت أختك الكبرى مثلا للمشاركة في معسكر دولي في حين لم يكن مسموحا لك بالسير في المجمع التجاري من دون أن تمسك بيد أمك.. فمثل هذه القصص ستبعد تفكير ابنك عن الضيق، وتعطينه درسا في السيطرة على الغيرة حين تخبرينه أنك تعلمت من وقتها أن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة مع كل الأبناء.
لا تتصرفي بسلبية
يتعلم الأطفال تنظيم مشاعرهم من خلال ملاحظة الطريقة التي يتصرف بها الوالدان. لذا فحين تشعرين بغيرة ابنك لا تنوبي عنه في إلقاء اللوم على الآخرين ورفضهم فكل هذا قد يزيد من مشاعر الإحباط لدى الطفل ويرسخ جذور الحسد، تصرفي بايجابية فمثلا إذا لم يدع الطفل إلى حفل ما قولي له 'لا بأس فلكل إنسان مجموعة أصدقاء تختلف عن الآخر' وهذا التفسير قد يساعد الطفل على تفهم سبب عدم دعوته من دون أن يتضايق من بقائه في المنزل.
ابحثي عن حل عملي
الحسد بالنسبة إلى الطفل مجرد تمن ولكن إذا أحكم السيطرة على الموقف سيشعر أنه يستطيع مساعدة نفسه مما يقوي ثقته بنفسه ويضعف مشاعر الغيرة، فمثلا إذا شعر الطفل أن ولدا آخر في فريق كرة القدم الذي يتدرب معه يلعب أكثر منه، اسأليه 'هل تعتقد أن زيادة ساعات التدريب قد تفيدك؟' هنا سيفهم الولد أنه على الرغم من عدم قدرته على التحكم في تصرفات مدرب الفريق يستطيع التحكم في سلوكه الذاتي وردة فعله وذلك بتحسين لعبه وزيادة فرصة مشاركته في المباريات.
وأحيانا يشعر الطفل بالغيرة بسبب مقارنة اهتمام الآباء الآخرين بأبنائهم فإذا لم يحضر الأب مثلا حفل ابنته فساعديها كي تفعل شيئا ما حيال ما حدث بأن يخصص لها الأب وقتا بديلا وحين تبادره 'لقد حضر آباء باقي التلاميذ' فليقترح عليها الأب أن تقدم له عرضا خاصا لما حدث بالحفل وحين تعرف الابنة أن الوالد يمنحها اهتماما غير منقوص سيتلاشى شعورها بالإحباط وبالغيرة من زملائها.
احترسي من المقارنات
قد لا تدركين ذلك ولكن مجرد قول 'سعاد جميلة جدا' أو الابتسام أو رفع الأكتاف أو تعابير الوجه عند التحدث عن الأخوة أو نظراء الطفل قد تترجم هذه الإيحاءات كمقارنة. وإذا كان الطفل ليس على المستوى نفسه فسينتهي به الأمر إلى حسد الطفل المتميز.
قالت إحدى الأمهات ذات مرة إنها لا تريد أن تقص شعر ابنتها (عامان) لأنه مجعد وان ابنتها الكبرى (5 سنوات) شعرها أملس ولا توجد به أي تجعيدة ولكنها لم تفهم إنها أخطأت بقولها هذا إلا عندما طلبت منها البنت الكبرى أن تجعد شعرها بالمكواة الساخنة. ومن يومها والأم تحرص على امتداح شعرها.
ساعدي أبناءك على اكتشاف مواهبهم الخاصة
يميل الأبناء قليلو الثقة بأنفسهم إلى إبراز مواطن ضعفهم ومثل هذه المشاعر بعدم الكفاءة تجعلهم أكثر استعدادا للغيرة من الآخرين لذا يجب على الوالدين أن يدعموا أبناءهم فيعرفوا أن الوالدين يحبانهم ويفخران بهم كما هم مما يعزز مواطن القوة فيهم فإذا كان لدى ابنك موهبة الرسم، فاهتمي برسوماته وحين يتمكن من حل مشكلة أي مشكلة سواء كانت سحاب بنطلونه أو مسألة حساب قولي له إنك فخورة به. فإذا شعر الطفل بالسعادة بنفسه فسيصبح من السهل عليه أن يرى الآخرين يتلقون الإشادة عن مواهبهم الشخصية وهذه الثقة ستساعد طفلك على تخطي مشاعر الحسد وتشجيعه على أن يكون هو نفسه محط حسد الآخرين.
كيف تروضين غيرة طفلك من ممتلكات الآخرين؟
ضعي قواعد منزلية
تحدثي إلى طفلك عن قيمكم وضعي قواعد لما يستطيع أفراد أسرتك شراءه وما لا يستطيعون طبقا لهذه القواعد مثل لا لألعاب الفيديو العنيفة أو لا للألعاب التي يزيد ثمنها عن كذا، وبمعرفة أن كل أسرة لها قواعد مختلفة سيتقبل طفلك انه لن يحصل دوما على مثل ما لدى زميله.
اجعليه مسئولا
حين تسمحي له باختيار ما سيشتريه بأمواله الخاصة سواء كان مصروفا أو حصالة أو حسابا بنكيا سيستطيع ترتيب أولوياته وتدفعه إلى التفكير فيما يريده أو يحتاجه فعلا وفي المرة القادمة حين يحسد لعبة طفل آخر سيقول لنفسه: لقد اخترت ما اشتريه وانتقيت لعبة تختلف عن لعبته.
فحتى الأطفال الصغار يستطيعون تعلم توفير المال لشراء شيء معين فكل من هم أكبر من ست سنوات يمكن تخصيص مصروف لهم.
انشئوا قائمة أمنيات
حين يطلب طفلك لعبة اجعليه يضيفها إلى القائمة التي سترجعين إليها حين ترغبين في شراء هدية له بمناسبة نجاحه أو يوم ميلاده وبهذه الطريقة سترضين رغبته الفورية في أن تستمعي إليه. واحتمال الحصول على ما يريد سيجعله اقل غيرة من هؤلاء الذين يمتلكون اللعبة.